لماذا لا أستطيع الإقلاع عن التدخين؟
يسألني العديد من الأشخاص المدخنون الذين أقابلهم أو اتواصل معهم، لماذا لا أستطيع الإقلاع عن التدخين؟ على الرغم من معرفتي بأضرار التدخين، ورغبتي واستحساني لفكرة التوقف عن التدخين في بعض الأحيان؟ لكن سرعان ما اعدل عن الفكرة، أو لا استرسل فيها بما يكفي لأمضي قدماً في الإقلاع عن التدخين للأسف.
هل هذا بسبب ضعف إرادتي؟ أو عدم جديتي؟ أم يا ترى هناك أسباب أخرى أجهلها؟
تعرف على الأسباب والصعوبات التي تحول ما بينك وبين الإقلاع
والجواب على هذا السؤال، أنه يوجد في الحقيقة العديد من الأسباب والعقبات، تحول ما بينك وما بين الإقدام على هذه الخطوة، والتي سوف أوضحها في هذا المقال، والتي قد لا تكون جميعها أو أغلبها ينطبق عليك، لكن في الغالب أنك لن تخلو من واحدةٍ منها، وهذه الأسباب والصعوبات هي:
الخوف من فقدانك الإحساس بالمتعة التي تشعر بها جراء التدخين، خصوصًا بعد تناول الوجبات، أو عند الاستيقاظ من النوم، أو في المناسبات الاجتماعية التي تحضرها مع المعارف والأصدقاء من المدخنين.
الخوف من عدم قدرتك على التعامل مع ضغوط العمل والحياة، والتوتر، وزيادة العصبية، والضغط النفسي المصاحب لك بدون التدخين.
الخوف من فقدانك الهدوء، واعتدال المزاج، والقدرة على التركيز بدون التدخين.
قناعتك المسبقة بأن ترك التدخين يتطلب إرادة كبيرة، وقوة عزيمة، وتشعر بأنك لا تمتلكها في الوقت الحالي.
خشيتك من التجربة والفشل، أو خوفك من تكرار التجربة، إذا كنت حاولت سابقًا الإقلاع عن التدخين ولم تنجح في ذلك.
قناعتك المسبقة بأن التدخين عادة متجذرة فيك يصعب عليك تغييرها، أو الاستغناء عنها.
شعورك بأن ترك التدخين سوف يقلل من مستوى قبولك في أوساط الأشخاص المحيطين بك، ويضعف علاقاتك بهم ويحد من تواصلك مع أصدقائك ومعارفك من المدخنين.
إذا كنت تعتقد أن التدخين يمنحك بعضًا من السعادة، أو أنه يقدم لك نوعًا من الدعم النفسي، أو الترفيه.
إذا كنت تعتقد أن ترك التدخين أمر صعب، سوف تشعر معه بشعور الشقاء والحرمان، والملل والسآمة، وأن هناك فراغًا في حياتك سوف يحدث لو تركت التدخين.
كل هذه العقبات أو بعضها، هي في حقيقتها معتقدات مترسخة في قرارة نفسك تحول ما بينك وبين أن تمضي قدماً في فكرة الإقلاع عن التدخين، وجميع هذه المخاوف والصعوبات السابقة التي ذكرنها، هي نتيجة ثلاثة أسباب رئيسية:
#1 - السبب الأول:
الإدمان الجسدي على النيكوتين المتمثل في الرغبة في الحصول على الآثار والأحاسيس السارة والشعور بالمتعة والاسترخاء، الناتج عن إفراز هرمونات الدوبامين والاندروفين في الدماغ بسبب النيكوتين، وكذلك الرغبة في التخلص، أو تفادي حدوث آثار انسحاب النيكوتين الغير مريحة، الناتجة عن نقص النيكوتين في الدم، مثل الإحساس بالصداع وتعكر المزاج وغيرها من أعراض انسحاب النيكوتين المزعجة الأخرى.
#2 - السبب الثاني:
الإدمان النفسي وأقصد بها الافكار الإدمانية، والمعتقدات المرتبطة بالتدخين، وتأثيرها على الحالة النفسية، والاجتماعية، والجسدية، مثل الاعتقاد بأن التدخين يقدم لك نوعاً من الدعم النفسي، أو يساعدك على تجاوز حالة نفسية معينة، أو يمنحك القدرة على التعامل معها أو التخفيف من حدتها، مثل تهدئة النفس في حالات الغضب والانفعال.
#3 - السبب الثالث:
الإدمان السلوكي وهو ارتباط التدخين بعاداتك وسلوك اليومي ونمط الحياة حياتك، مثل ارتباط التدخين لديك بعادة شرب القهوة أو الشاي، أو بعد الوجبات، أو أثناء القيادة.
كيف يمكنك التغلب
على هذه الصعوبات والعقبات؟
وعندما أخبر أحدهم بهذه الصعوبات السابقة والأمور المسببة لها، غالباً ما يتفق معي، ويخبروني بأن أغلبها ينطبق عليه فعلاً، حينها يقوم بطرح سؤال آخر: كيف يمكنني التغلب على هذه الصعوبات والعقبات؟
والجواب باختصار يا صديقي، هو من خلال قيامك بالأمور التالية:
١- إيجاد الحلول العملية، والحصول على المساعدة المتاحة الطبية، والنفسية، والاجتماعية، الازمة للتعامل مع الإدمان الجسدي، والنفسي، والسلوكي، على مادة النيكوتين، مثل علاجات القلاع او الاستشارة المتخصصة.
٢- إيجاد إيجاد الدافعية والرغبة اللازمة لاتخاذ قرار الإقلاع، بإيجاد أسبابك الخاصة التي تدعوك للتوقف عن التدخين والتمسك بها وتذكرها باستمرار.
٣- تصحيح المفاهيم الخاطئة لديك المرتبطة بالتدخين وتغيير قناعاتك حولها، مثل أن التدخين يقدم لك أي نوع من الدعم النفسي، أو يساعدك على تجاوز حالة نفسية معينة، أو يمنحك القدرة على التعامل معها.
٤- العثور على بدائل، وخيارات أخرى تجعلك تشعر بالراحة والاستمتاع، وتلبي في الوقت نفسه احتياجاتك التي تستمدها من التدخين مثل تهدئة النفس والاسترخاء ولكن بصورة أكثر أمنًا وصحة.
٥- الحصول على التحفيز اللازم لتشعر بالقوة والعزيمة، وقوة الإرادة، والتي تعزز رغبتك في الالتزام بقرار الإقلاع، وتجعل منه قرارًا راسخًا من الصعب تغييره أو الرجوع عنه.
٦- اكتشاف محفزات التدخين الخاصة بك التي تتسبب في شعورك بالرغبة الشديدة في التدخين، والتي تجعل من الإقلاع عن التدخين أمرًا صعبًا عليك، وتعلم كيفية تجنب هذه المحفزات والمثيرات والبعد عنها.
٧- تعلم مهارات مواجهة الرغبة الملحة في التدخين إذا شعرت بها، والطرق المثلى للتعامل معها، وسبل تجاوزها من دون الاستجابة لها، بحيث لا تسبب لك أيَّ معاناة، جسدية أو نفسية بعد توقفك عن التدخين.
٨- إيجاد المهارات، والأدوات اللازمة لوضع إطار عملي، وخطة عمل فعالة للإقلاع عن التدخين، وإيجاد آلية مناسبة لمتابعة التقدم وتقييمه.
هذه النقاط الثمانية إذا توفرت لك أثناء محاولتك الإقلاع، فإنها سوف تضمن لك النجاح بإذن الله في ترك التدخين، والتوقف عنه إلى الأبد في أقصر وقت، وأقل تكلفة وجهد، وبأسهل الطرق الممكنة بحول الله وقوته.
كيف يمكنك القيام بهذه الأمور؟
وأين يمكنك إيجادها؟
يمكنك ذلك، من خلال رفع مستوى المعرفة والوعي والإدراك لديك أولاً، وتثقيف نفسك ذاتياً في المواضيع والنقاط السابقة التي ذكرناها، وذلك عن طريق الاطلاع على المحتوى المتاح أمامك، والمتوفر لديك، والذي يتحدث عن تلك الأمور ويشرحها، سواءً كان هذا المحتوى مقروءاً، أو مسموعاً، أو مشاهداً، والتي سوف تجد العديد منها متوفر في فضاء الانترنت الواسع، وعلى قنوات اليوتيوب، وفي رفوف المكتبات.
فبإمكانك الانضمام إلينا في مجتمع الحرية من التدخين الافتراضي، عبر منصاتنا المختلفة والمتنوعة، مثل قناتنا على اليوتيوب، أو المدونة، او بدكاست الحرية من التدخين، أو الانضمام لقائمتنا البريدية، ويمكنك الوصول إلى المحتوى الذي نقدمه، بمجرد القيام بالبحث عن عبارة « الحرية من التدخين » في موقع البحث الالكتروني (قوقل)، او عبر البحث عن هاشتاق #الحرية_من_التدخين.
كما يمكنك زيارة أكاديمية الحرية من التدخين، فإذا كنت من محبي القراءة سوف تجد العديد من المنشورات، والمقالات، والكتب الالكترونية، والنماذج المجانية والمدفوعة، وإذا كنت من هواة المشاهدة، سوف تجد العديد من الفيديوهات، والتحديات التي يمكنك مشاهدتها وتطبيق ما جاء فيها، وإذا كنت ممن يحب الاستماع اثناء تنقلك، أو أدائك لبعض التمارين، أو المهام، يمكنك الاستماع لبدكاست الحرية من التدخين.
انضم إلينا وسوف تجد بإذن الله المحتوى المناسب لك، والذي سوف يمكنك بإذن الله من اتخاذ قرارك بالتوقف عن التدخين والتمسك به، وترجمته إلى خطوات عملية ملموسة، وسوف تساعدك المواضيع التي نقدمها على التحرر من التدخين والاستمتاع بالحياة.
وفي الختام
المعرفة قوة: أنا انصح دائماً الراغبين في الإقلاع عن التدخين، وأنت واحداً منهم، برفع نسبة المعرفة، والوعي. والتثقيف الذاتي قبل الشروع في محاولة التوقف عن التدخين، لأن أغلب الناس ليس لديهم دافعية للقيام بالأمور التي يجهلونها، ولا يرغبون بالالتزام بما لا يعرفون. لكن كلما ازدادت معرفتهم بما هم مقبلين عليه، زادت دافعيتهم لمواجهته، والتزامهم بتجاوزه. ولهذا قالو قديماً " المعرفة قوة"
ولهذا فإني أنصحك رفع مستوى المعرفة والوعي، وتثقيف نفسك ذاتياً، خصوصاً في المواضيع التي تتحدث عن صعوبات وتحديات الإقلاع وكيفية التعامل معها، لإن هذا الأمر سوف يساعدك كثيراً على الاستعداد الامثل من الناحية النفسية والجسدية، وتهيئة بيئتك المحيطة، وتوفير الامور المعينة لك بعد الله على التغلب على صعوبات الإقلاع وتحدياته.
المصادر
التعليقات
لا يوجد أي تعليقات لعرضها.
تسجيل الدخولمقالات أخرى

تفكر في الإقلاع عن التدخين، فمن أين تبدأ؟
يقول ناوتو كان."إذا كنت غير قادر على فهم السبب وراء المشكلة، فمن المستحيل حلها"إذا أردت الإقلاع عن التدخين فيجب عليك أن تدرك أولاً الأسباب التي تجعلك تستمر في التدخين، على الرغم من معرفتك بأضراره. إن
16/04/2023
كيف يمكنني التخلص من سموم التدخين؟
بقلم: نايف السعيّدمن المعروف أن التدخين يمكن أن يسبب العديد من الآثار الجانبية الضارة بالصحة، ولكن الكثير من الناس قد لا يعرفون على نطاق واسع مدى الضرر الذي يمكن أن تلحقه المواد الكيميائية الضارة التي
16/04/2023
الاستعداد للإقلاع عن التدخين
الإقلاع عن التدخين قد يكون أمر صعب، ولكن الاستعداد والتحضير له بالشكل المناسب والمطلوب يمكن أن يجعله أسهل؛ فهناك بعض الخطوات البسيطة التي يمكنك اتخاذها لوضع قرارك بالإقلاع عن التدخين موضع التنفيذ، ولا
16/04/2023